أسدل الليل سدوله على تلك البقعة المباركة هناك في شبه الجزيرة العربية وفي المدينة التي آوت ونصرت حبيبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، خرج الخليفة الفاروق أمير المؤمنين عمر ابن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين كعادته ليتفقد حال رعيته، كما يكون من الحاكم العادل الذي يعتني بشعبه ويهتم لأمره مع صاحبه وصاحب رسول الله صلى الله عليه و سلم عبد الرحمن ابن عوف .
سار الخليفة العادل على قدميه هو وصاحبه حتى رآى من بعيد في الصحراء نارا موقدة، فسارا إليها ليتقصى عن شأنها و يعرف صاحبها ، وعندما وصل إليها وجد سيدة تجلس أمام النار، وعليها قدر كبير وحولها أطفالها وبينما هو كذلك إذ به يسمع أحد صبيانها يقول :
– أمي ..أمي
نظرت اليه وسألته بحنان :
– نعم يا بني
فقال والوهن يكسة صوته الصغير:
– أنا جائع يا أمي أريد أن آكل شيئا
فتعالى صوت أخيه الثاني وهو يقول مثل قول أخيه :
– أماه إني أكاد أموت جوعا ارجوك يا أمي هل حضر الطعام منذ زمن و نحن ننتظر
فرد ثالث قائلا:
– وأنا أيضا يا أمي متى ينضج طعامنا
ردت الأم و قلبها يكاد ينفطر حزنا وهي تدرك أنها لا تملك ما تمنحهم إياه:
– سيجهز قريبا يا أحبتي فقط صبرا جميلا والله سيرزقكم طعاما طيبا ألا تصبرون يا صغاري !
فسكن الصبية وعادوا إلى الإنتظار الممل مجددا.
وقف أمير المؤمنين أمامهم والدهشة تملأ نفسه بل وقف منهارا لا تكاد قدماه تحملانه لما رآى.
و قال بعطف وعيناه تفيضان من الدمع كأنها ماء السماء فاضت بماء منهمر وقلبه امتلأ أسى وحزنا :
– يا أم الأطفال ما هذا القدر؟
فقالت المرأة بأسى وهي لا تعرف أنه أمير المؤمنين الحاكم الذي تدين له كل بلاد الإسلام بالولاء والطاعة بعد الله و رسوله:
– يا هذا إن أطفالي قد اشتد بهم الجوع وليس عندي من الطعام ما أقدمه لهم فوضعت ماءا في القدر ووضعت فيه بعض الحصى ووضعت القدر على النار و ليس فيه سوى الماء والحصى وأنا أشغل الأطفال حتى يناموا جوعى.
فقال عمر رضي الله عنه:
– مما تشكين يا أمة الله؟
قالت له:
-الله الله في عمر (أي تشكو إلى الله عمر رضي الله عنه)
ونزلت هذه الكلمة على قلب الحاكم العادل عمر كأنها الصاعقة فما كان يظن أن يقع يوما في مثل هذا الموقف وهو الحاكم العادل وأمير المؤمنين الذي بايعوه ليقوم على أمرهم
فقال لها:
– وما شأن عمر يا أمة الله
فقالت: – أيتولى أمرنا ويغفل عنا ونحن شعبه ورعيته
سمع عمر كل هذا وقلبه منفطر لهذه الكلمات..
فما كان منه إلا أن أسرع إلى بيت مال المسلمين وقال للمرأة قبل ذهابه:
– لا تحزني يا أمة الله لن ينام أطفالك اليوم إلا و قد شبعوا بإذن الله
دخل إلى مخازن الدقيق وحمل منه كيسا وقال للحارس:-أحمل علي هذا الكيس
فقال الحارس مستفسرا:- أعنك أم عليك يا أمير المؤمنين
قال عمر:- بل علي
فكرر الحارس سؤاله مستفسرا إذ كبر عليه أن يسير أمير المؤمنين حاملا الكيس على ظهره.
فقال له أمير المؤمنين عمر:- إحمل علي الكيس فلست أنت من سيحمل عني ذنوبي يوم القيامة لو سألني ربي عن أم الأيتام
فرفع الحارس الكيس على ظهر أمير المؤمنين وانطلق عمر مسرعا نحو المرأة وأطفالها.
اقترب من الأم وأبنائها فوقف وراء صخرة وأخذ يتأمل فيهم فقال له صاحبه : لنعد إلى البيت يا أمير المؤمنين فالبرد شديد
فقال عمر:-لا والله لن أمضي من هنا إلا وأترك الأطفال يضحكون كما وجدتهم من قبل يبكون
خرجت تلك الكلمات من قلب نبيل تدرب على حب الآخرين ودرس العطف والرفق في مدرسة النبوة الشريفة وذهب عمر وأعد بنفسه الطعام للأيتام وعندما شبعوا واطمئن عليهم.
كان خيط النور قد بدا يغزو السماء وبدت الظلمة تنحدر نحو الأفق الواسع لتحل مكانها نسائم الفجر ونوره الخافت المتسلل بين خيوط الظلام ويتهادى فوق الرمال الرطبة .
فعاد أمير المؤمنين وصاحبه إلى المسجد لصلاة الفجر وكم كان بكاءه شديدا رضي الله عنه من شدة تأثره بما حصل في تلك الليلة العجيبة.
ومن الغد طلب أن ينادوا المرأة التي كان رآها بالأمس.
جلس عمر رضي الله عنه وإلى جانبه الصحابي الجليل علي إبن أبي طالب والصحابي الجليل إبن مسعود.
وكان علي رضي الله عنه يقول لعمر يا عمر وإبن مسعود رضي الله عنه يقول يا عمر
فنظرت المرأة للرجل الذي يقولون له يا عمر وأدركت أنه الرجل الذي طبخ لأولادها عشاءهم وهو الرجل الذي قالت له تلك الكلمات القاسية فأحست بالوجل..
فلما رآى عمر عليها صفرة الوجل وأحس بارتباكها قال:
-لا عليك يا أخية أنا ما دعوتك لهذا المكان إلا لتبيعي مظلمتك لي وتسامحيني لما كان مني.
فقالت :-ألتمس العفو يا أمير المؤمنين
فقال:-لا بد أن أشتري هذه المظلمة
فاشتراها بستمائة درهم من ماله الخاص وكتب في ذلك ورقة شهد عليها علي وابن مسعود
فقال حينها لمن حوله:-إذا مت فضعوها في كفني حتى ألقى بها الله
قصص من الكافلين في العالم العربي
قال الله تعالى : ” وَيُطعِمُونَ الطَعَامَ عَلَى حُبِهِ مِسكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (8) إِنَمَا نُطعِمُكُم لِوَجهِ اللَهِ لا نُرِيدُ مِنكُم’ جَزَاءً وَلا شُكُورًا (9) إِنَا نَخَافُ مِن رَبِنَا يَومًا عَبُوسًا قَمطَرِيرًا (10) فَوَقَاهُم اللَهُ شَرَ ذَلِكَ اليَومِ وَلَقَاهُم نَضرَةً وَسُرُورًا (11) وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَةً وَحَرِيرًا (12) ” سورة الإنسان
عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” أَنَا وَكَافِلُ اليَتِيمِ فِي الجَنَةِ هَكَذَا ، وَأَشَارَ بِالسَبَابَةِ وَالوُسطَى وَفَرَجَ بَينَهُمَا شَيئًا ” رواه البخاري
بالكفالة قد ترزق بعد انقطاع
يقول أحد الكافلين:كان أحد زملائي له ولد واحد فقط ، وقد انقطعت زوجته عن الحمل قرابة ( سبع سنوات ) ، وحاولتِ العلاج ولكن لم يتيسر لها الحمل .. وذات يوم كنا مجتمعين في بيتنا وكنت أتحدث عن الكفالة وفضلها .. فطلب مني صاحبي أن أختار له يتيماً ليكفله ، وفعلاً بحثت له في استمارات الأيتام عن يتيم صغير وأبلغته بذلك ، ودفع لي قيمة الكفالة لستة أشهر .. مرت الأيام وبشرني بعد مضي تسعة أشهر أن زوجته ولدت مولوداً ذكراً ، وقال لي : بعد أن دفعت قيمة الكفالة ( بعشرة أيام ) ذهبت زوجتي لعمل تحليل وأبلغوها بأنها حامل ! فقط عشرة أيام .. فسبحان الله
بركة راتبي كانت من الكفالة
تقول الكافلة وصال :بعد حصولي على الوظيفة ومرور عدة أشهر فيها ، عانيت من عدم البركة في راتبي الشهري ، فكنت لا أعلم أين يذهب ، وبعد زيارتي لإحدى أسر الأيتام قررت كفالة أحد أيتام هذه الأسرة ، حباً مني لها وطلباً للأجر من الله ، وبعد ذلك لاحظت بركة عجيبة في الراتب رغم كثرة نفقاتي ، وو الله إني في أتم الراحة والسعادة النفسية . وصدق الحبيب : ” من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ” صححه الألباني .
كفالة اليتيم تعين على الصحة
تقول الكافلة التي رمزت لاسمها بـِ ( ل . م . ق ) : عانت والدتي من مرض دام ثلاثين عاماً تعبنا فيه من التردد على المستشفيات ، ثم وفقني الله تعالى لكفالة يتيم في جمعية الأيتام ، وبعدها بتوفيق من الله الشافي تحسنت صحة والدتي ، وسخر الله لي أشخاصاً أنا في أمس الحاجة إليهم ، والفضل لله وحده ..
بركة الرزق بعد الكفالة المستديمة
تقول الكافلة ( ن ل ) أنا موظفة منذ عدة سنوات ، وعلى الرغم من أن مرتبي ليس بالقليل ، إلا أنه لا يتبقى منه شيء لأدخره ، ومنذ أن وقعت على ورقة كفالة (مستديمه ) بارك الله لي في رزقي والحمد لله . حيث أصرف على نفسي ويبقى من الراتب ما يكفيني حتى الشهر القادم .
ازداد مالي وشُفي ولدي
تقول الكافلة ( ف . م . ق ) :كنت موظفة منذ عشر سنوات ، وأحاول جمع مبلغ كاف لبناء منزل خاص لتأمين مستقبلي ومستقبل ابني ولم أتمكن من ذلك ، حيث لا ينتهي الشهر إلا وينتهي الراتب معه ، ومنذ أن كفلت يتيماً أحسست ببركة المال ، حيث تمكنت من أخذ قرض لبناء المنزل ، وتسديد أقساط القرض شهرياً بانتظام ، ويبقى من الراتب ما يكفي لأصرف على نفسي وابني ، وأُعطي أهلي ، وأدخر جزءاً منه أيضاً ، كما كنت أحاول _ قبل الكفالة _ أجراء عملية لولدي ، ولم أتمكن من ذلك على مدار سنة كاملة ، حيث يرفض الطبيب بسبب ضعف صحة ابني تارة ، ووجود التهابات تارةً أخرى ، وبعد الكفالة أجريت العملية بدون أية صعوبات .
فَرجتُ كُربةَ يتيمٍ ففرجَ الله كُربتي
تقول الكافلة ( ف . ن ) وهي أرملة وأم لأيتام :أجريت استقطاعاً للكفالة ، وفي نيتي تيسير الرزق لي ولأبنائي ، ولأفرج كربة يتيم لعل الله أن يفرج كربتي وكربة أبنائي ، ومنذ الكفالة تيسرت أموري وتيسر رزقي ورزق أبنائي ، والحمد لله رب العالمين ، فقد أخلفني الله فيما أنفقه ..